ابتدأ علم البصريات مع ابتداء تطور العدسات من قبل قدماء المصريين وبلاد ما بين النهرين (العراق حاليا). وكانت أولى العدسات مصنوعة من الكريستال المصقول، وغالبا الكوارتز، مثل عدسة نمرود في بلاد آشور قديماً. وكان الرومان القدماء والإغريق يصنعون عدسات بدائية عن طريق ملء القنينات الزجاجية بالماء. تلت هذه التطورات، تطوير نظريات عن الضوء والرؤية من فلاسفة اليونان والهند، ثم تطورت البصريات الهندسية عند اليونان والرومان [5].

قصور نمرود كما تم تصورها

عدسة الفايكنج

عدسة نمرود

الكندي (801 – 873 م):

كان من أوائل من كتبوا عن البصريات الفيلسوف الكندي الذي كتب عن أفكار العالمين اليونانيين أرسطو وإقليدس في البصريات؛ مرجحا ما يسمى بنظرية الإنبعاث القائلة بأن الرؤية تتم بواسطة أشعة ضوئية تنبعث من عين الإنسان، وهي النظرية التي سيهدمها ابن الهيثم لاحقا في القرن الحادي عشر الميلادي [5].

ابن الهيثم

الكندي

ابن سهل (940 – 1000 م):

جاء ابن سهل بعد الكندي وكتب أطروحة حول "المرايا والعدسات". فأصبح يعرف بأنه أول من اكتشف قانون الإنكسار في علم البصريات. تم استخدم هذا القانون لاستخلاص أشكال العدسات التي تركز الضوء من غير انحراف، والمعروفة بعدسات الانكسار وهي لادائرية الشكل [4].

ابن الهيثم (965 – 1040 م):

في أوائل القرن 11 كتب ابن الهيثم كتابا عن البصريات سماه "المناظر". وفصل فيه مقالات استكشافية عن ظاهرتي الإنعكاس والإنكسار في الضوء. كما وضع طريقة جديدة يشرح بها الرؤية البصرية والضوء اعتمادا على الملاحظة والتجربة [6]. قيل أنه تم تجاهل أعمال ابن الهيثم في العالم العربي والإسلامي لمدة غير يسيرة، كما أن أعماله ترجمت للغة اللاتينية دون ذكر اسمه حوالي القرن 12 الميلادي. فقد قام الراهب البولندي ويتلو بتلخيص أعمال ابن الهيثم في كتاب أصبح هو المرجع الأساسي لعلم البصريات في قارة أوروبا للـ 400 سنة القادمة [6].

صفحة تشرح قانون إنكسار الضوء في
كتاب "في الآلة المحرقة" لابن سهل [4]

مقتطف من "كتاب المناظر" لابن الهيثم
(تجد كتاب المناظر مرفقا مع المقال أسفله)

رسم تخيلي لابن الهيثم وهو يشرح مبدأ القمرة المظلمة
(الذي يعرف في عصرنا الحالي بالكاميرا) [2]

كتاب ابن الهيثم كان له أثر في علماء جاؤوا بعده من ضمنهم ابن رشد، ليوناردو دافنتشي، جاليليو جاليلي، كيبلر والعديد غيرهم. يلقب ابن الهيثم بأبي البصريات الحديثة، وطب العيون، والفيزياء التجريبية، والمنهج العلمي وأول فيزيائي نظري.

روجر بايكون (1220 – 1292 م) :

اعتمد بايكون في عمله على أعمال ابن الهيثم وأرسطو وابن سينا وابن رشد وإقليدس والكندي وأفلاطون وتيدوس وقسطنطين الأفريقي. وكان بايكون قادرا على استعمال أجزاء من زجاج كروي للتكبير ليثبت بذلك أن الضوء إنما ينعكس من الأشياء بدلا من الإنبعاث منها [7].

الراهب البولندي ويتلو

روجر بايكون

مقتطف من أحد كتب لروجر بايكون

للبصريات أهمية بما كان في مختلف المجالات التالية:

1. الفلك
2. علم الأحياء المجهرية
3. الفيزياء الذرية
4. مختلف التخصصات الهندسية
5. التصوير
6. الطب
7. طب العيون
8. قياس النظر

والأجهزة التي تعتمد اعتمادا شبه كلي على البصريات من بينها:

1. المرايا
2. العدسات
3. التلسكوب
4. المجهر
5. الليزر
6. الألياف البصرية

ستجد في موقع إصنعها العديد من المقالات حول صنع هذه الأجهزة لعل وعسى أن تكون لك نقطة انطلاق في صقل هواياتك أو إنشاء شركتك الخاصة في هذا المجال.